لأن الأوطان ضاقت ياصديقتي..
عشقت الأرصفة وارتضيت بها كبديلٍ وفيّ..
.
.
ولأن المنفى قد يكون بعيــداً..
وأنا لا طاقة لي بسفرٍ
ولا بسهرٍ
ولا بلُغة
فبقيت على الرصيف كعمود إنارة.!!
.
.
لأن هذا الكرسي حزينٌ مثلي..
و وحيدٌ مثلي..
و ملقىً مثلي..
ونافعٌ عكسي.!!
تشاركنا حفلات البكاء بالتناوب.!!
.
.
لأن هذا الليل يأتي مُتطفلاً كـ "لص"..
بــارداً كــ"جليد"..
ثقيلاً كــ"جبل"..
مُظلماً كــ"روحي"..
استوطنني وآنسني كثيراً..
.
.
لأن هذا القطار كأحبابي تماماً..
يغيب سريعاً ويعود متأخراً..
و يتوقف في الوقت الضائع .. ولايعتــذر.!!
بل يعاود صوته المزعج بالعلو ويُدخن ليمضي.!!!
.
.
لأن هذه البِركة مليئة بالبعوض كرأسي..
كريهةٌ كإنتقامي..
ملوثة كأفراحي التي لا تكتمل بنقـاء.!!
.
.
لأن هذا الطفل سعيدٌ كأمسي..
مشرقٌ كأمي..
مرحٌ كأبي..
وضعيفٌ كأنــا..!!
.
.
لأن هذا البالون مرنٌ كأحلامي..
منتفخٌ كآمالي..
ملونٌ كمستقبلي..
لم يدم طويلاً في زهو وانفجر عند أول إبرة خوفٍ تثقبه.!!
.
.
لأن الورق ما عاد أبيضٌ كسابق عهده..
ولأن القلم يزفر ببطء وتثاقل..
سألقيه يا صديقتي..
سألقيه,,,أو سأكسره..
وسأحضر بالبكــاء لعناقكِ.!!
فلملميني.!!
.
.